الرفاعيون في السودان

أصول
الرفاعيين في السودان

الأصل الجهني لقبائل رفاعة:

تعتبر قبائل رفاعة فى السودان من القبائل العريقة التي تسكن في أواسط السودان. وقبيلة رفاعة هي قبيلة من القبائل العربية الأصيلة الممتدة والمتواجدة في معظم الدول العربية من الخليج العربي الى المغرب العربي. ولقد كثر الجدل عن أصول قبائل رفاعة فالبعض نسبها إلى البيت النبوي الكريم والبعض ارجع أصولها لقبائل اليمن. وقبيلة قضاعة التي تعتبر الأم لقبيلة رفاعة أيضا اختلف النسابة في أصلها أهي عدنانية أم قحطانية . ويقول ابن حزم الأندلسي في كتابه "جمهرة العرب" . إن العرب ترجع جذورها إلى ثلاث رجال هم عدنان وقحطان وقضاعة. وهناك حوالي مائة صحابي من جهينة كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم: عقبة بن عامر الجهني وسويد بن صخر الجهني وزيد بن خالد الجهني وعمر بن مرة الجهني. ومضارب قبيلة جهينة في الحجاز منذ القدم . وتمتد من شمال غرب المدينة المنورة على طول وادي الحمض حتى مصبه بالبحر الاحمر. وتنحصر مضاربهم بين ينبع غربا والمدينة المنورة شرقا ولقد أطلق على هذه المنطقة اسم ينبع النخل لكثرة ينابيعها وكثرة نخيلها . وحاليا تقطن الكثير من بطون جهينة في ينبع. أما في السودان فان ديار جهينة تقع على ضفاف النيل الأزرق . واكبر بطون جهينة في السودان هي قبيلة رفاعة كما ذكر ذلك ابن بطوطة. وعرف عن قبيلة رفاعة ترفعها عن التعصب و التعنصر و إنصهار معظم أفرادها فيمن حولهم من القبائل .
ويذكر البروفسور عون الشريف أن رفاعة قبيلة عربية من جهينة، ولها فرعان: رفاعة الشرق ويسمون ناس أبو جن ويقضون الخريف في البطانة . ورفاعة الهوج (أي الغرب) وليس الهوي ويسمون ناس أبوروف، ويقضون معظم وقتهم بالجزيرة والمناقل وجبل موية. وجدهم جميعاً رافع بن عامر. وتشمل رفاعة الشرق الحمدة والعقليين وتشمل رفاعة الهوج القواسمة واللحويون و بني حسين والعلاطيين.
وتنقسم رفاعة إلى 26 قسماً هم : القواسمة (ومعظمهم في سنار والدندر)- العركيون (ومركزهم أبو حراز)- العسيلات – النولاب - الزنافلة - الحجاجاب - الشبيلات – الحلاويين – الفرحاب - المعاضيد – الفرضيون - الفراجين – الطواليون - الشبارقة - الهلالية - بنو حسن - أولاد حسين – الحمدة – العلاطيون – الزمالطة - أولاد كمتور – الرازقية – رفاعة الهوج – رفاعة الشرق – اللحويون - البشاقرة أبناء بشقر (عون الشريف قاسم).
وقد ورد في موقع جهينة بالشبكة المعلوماتية أن اسم رفاعة تكرر وروده عند العرب عبر التاريخ على الاشكال الاتية:
- رفاعة بطن من زيد بن حزام بن جذام من قحطان
- رفاعة قبيلة من سليم بن منصور من قيس بن عيلان من عدنان
- رفاعة بطن من عامر بن صعصعة من عدنان
- رفاعة بطن من نهد من قحطان
واسم الرفاعي جاء منسوبا لأحمد الرفاعي الصوفي المشهور بمصر . والقائمة تطول بهذه المسميات في جميع دول العالم الإسلامي كالسودان، ومصر، والمغرب، والإمارات العربية المتحدة ، والكويت، وليبيا. ويذكر مالك بابكر أب روف أن رفاعة من جهينة وجهينة من رفاعة وهم جميعهم أبناء سليم بن هوازن . وأيضا هم أبناء عامر الرفاعي وأنه حسيني الذي تزوج بنت عامر الجهني وأنجب منها ثلاثة أولاد رافع ووالدته جهينيه وهو جد الرفاعيين وحمد الاعيلط ، وأحمد الأدهم. هاجروا من جزيرة العرب وتوجهوا نحو جنوب مصر ومعهم أقاربهم من بني هلال وكان ذلك سنة 680هـ – 1281م في زمن الدولة الفاطمية. ويرد عليه اخرون أن سليم هذا هو اخ هوازن، وليس ابنه. والاثنان هما ابنا منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر، وهذا يؤيد أن قبيلة رفاعة قيسية.
وذكر المقريزي في كتابه "البيان والإعراب" أن هناك فرع من بني هلال يسمى بني رفاعة الهلالية كان يسكن بصعيد مصر. وهذا الفرع ليس من جهينة . والدليل على ذلك تلك الحرب التي وقعت عام 680هجرية في صحراء عيذاب بمنطقة البحر الاحمر إنما كانت بين جهينة ورفاعة الهلالية . واذا صحت رواية من يقولون بصلة رفاعة السودان مع
رفاعة بني هلال ، فهذا يعني أن موقع رفاعة الاول كان بأرض البجا في شرق السودان قبل اتجاههم ناحية النيل .
وجاء في مخطوطة الجابرابي، أن ذرية رافع تنحصر في: قاسم (جد القواسمة والمحاميد) وشبارق (جد الشبارقة) وزنفل (جد الزنافلة). وأوردت هذه المخطوطة بقية فروع رفاعة دون انتساب الى رافع. وأن فروع جهينة هم كالتالي:
1. بنو رافع (الزنافلة والشبارقة والقواسمة والمحاميد)
2.  بنو درياب.
3. بنو علاط (أكثر من 20 فرعا تضم بقية أولاد حمد بن رافع)
4. بنو هلال (بنو يزيد وبنو يونس وسيره وبنو حمزة)
5.  بنو كلب (بنو جامع وبنو سليمان واللحوين والحمران والزملات والمزينية وغيرهم)
6.  بنو عاقل ( بنو هذيل وبنو مطير وبنو عتيبة وبنو يقوم وبنو مخلد وبنو يونس وبنو مرين)

الأصل العلوي لقبائل رفاعة:
هناك من يثبت رجوع الرفاعية للعترة الشريفة ، فان رفاعة جهينة يسكنون متجاورون مع رفاعة الأشراف في شمال غرب المملكة العربية السعودية بمناطق ينبع البحر والنخل والعيص شمال غرب المدينة المنورة حتى ساحل البحر الأحمر. وثبت أن السيد رافع الكبير بن السيد الحسين مسمى لجده من أمه وهو رافع الجهني ومن هنا كان الاشتباه بين القبيلتين . هناك فرق بين رفاعة جهينة القضاعية القحطانية النسب وبين رفاعة الحسينية النسب القرشية الهاشمية العدنانية . وبعض النسابة يذكرون نسبا لرفاعة جهينة خال تماما من اسم عامر بن الحسين في المدينة المنورة ويخلطون بينه وبين عامر بن صعصعة . وبهذا الخلط أضاعوا نسب العديد من أبناء حمد بن رافع بن عامر بن الحسين المنتهي نسبه إلى الحسين بن علي كرم الله وجهه . وهناك الكثير من قبائل رفاعة اعتبروا من جهينة وهم حقيقة من نسل حمد بن رافع وجدهم عامر . ولا يمتون بصلة إلى جهينة إلا بالمصاهرة . وقد ذهبت جهينة إلى السودان مع جدام وبلي وبني عقبة وعرفت ارض افريقيا قبل مئات السنين (موقع الرفاعيين) .
وقد كثر اللغط حول نسب قبائل رفاعة رغما عن انتشارها داخل وخارج السودان وفي جزيرة العرب ومصر والمغرب الإسلامي. فمنهم من أكد على نسبتها للبيت النبوي الشريف أمثال مشايخ قبيلة العبدلاب بفخوذها العشرين. وجد العبدلاب هو عبد الله القرين (جماع) بن فرج بن أحمد الأدهم أخ رافع بن عامر. وهؤلاء يؤكدون على أن عبدالله جماع من البيت النبوي وينتهي نسبه عند الإمام علي كرم الله وجهه وبالتالي إلى فاطمة الزهراء رضي الله عنها. ولقد أطلق الكثير من الناس لفظ "العرب" على
القبائل التي تقطن في الجزيرة وعلى ضفتي النيل الأزرق. ويقصدون أنهم أعراب غير متحضرين، كنوع من التهكم والسخرية دون أن يدروا أنهم بذلك نسب قبائل رفاعة الى
الدم العربي الأصيل.
وكان من عادات ملوك النوبة في شمال السودان أن يرث أبناء بناتهم الملك. ونظرا لان عرب رفاعة تزوجوا قديما من بنات ملوك النوبة وامتزج الدم العربي بدماء النوبة فقد أعتلى عرش النوبة ملوك من رفاعة نتيجة لهذا التزاوج الرفاعي الملكي. وهذا بلا شك يرفع من مقام رفاعة خاصة وأن الشخص ينسب إلى آبيه (محمد الطيب عمر –
موقع الرفاعيين).
وجاء في موقع الرفاعيين أن الإسم رفاعة في السودان يرجع لرافع بن عامر . وإن نسب الرفاعيين بالسودان للأرومة الشريفة يسنده ما يلي :
1.   هذا النسب وصلنا متسلسلا كابر عن كابر وجاء مدونا في الانساب العربية بحيث لا يعطي مجالا للشك . والناس مصدقون في أنسابهم (حديث شريف).
2.   ثبوت مصاهرة أهل سيدنا علي بن أبي طالب وأبناؤه لرفاعة المنتمية لقبيلة جهينة بمنطقة ينبع بالمملكة العربية السعودية . ونجد حتى اليوم كثير من أسر الأشراف بهذه المنطقة . وتعتبر رفاعة جهينة أبناء خؤولة لأبناء سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه . ورافع الجد الأكبر الذي تنتسب اليه قبائل رفاعة بالسودان وهم بالتالي رفاعة أشراف ونزحوا في معية أخوالهم من رفاعة جهينة للسودان .
وقد أورد بعض الباحثين أن رافع جد الرفاعية هو رافع بن عامر بن الحسين بن إسماعيل بن عبد الله بن إبراهيم القرين بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين شهيد كربلاء بن الإمام علي رضي الله عنه وابن السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . ورافع هذا هو والد حمد الذي توفى بصحراء العتمور في شمال السودان وسميت عليه مدينة أبوحمد المعروفة. وقد حدثت وفاة رافع والد حمد أثناء نزوح الأسرة من مصر للسودان . وخلف حمد والده رافعا في زعامة قبيلة عمادة رفاعة، وأنجب عشرين ولدا. وقد دخل رافع وإخوانه وأولاده للسودان تقريبا عام 1430 أو 1440 م. (محمد الطيب عمر – موقع الرفاعيين).
والرفاعيون عامة نجدهم منتشرين في العديد من قرى بحري الجزيرة وشمالها ووسطها وشرقها مثل قرى البشاقرة غرب والبشاقرة شرق وفضل والتكينة وعديد البشاقرة وود لمّيد وأزرق والسيال الشقائق وام دوينة والهلالية وابو عشر والمسعودية والجديد وام دقرسي وود الماجدي والعيدج والسدير ة الشرقية والسديرة الغربية والشبارقة و العسيلات والسريحة والقرضات واللعوتة والشرفة ودلوت وطيبة والكريمت وابو حراز ومهلة ومدني والتكلة رفاعة واربجي ود الكامل وابوفروع والطالباب والشاوراب وقنب ودلقا والتكلة حاج قرشي ومناقزا واسترحنا وجاد العين وودبترو وحلة عباس والسعدانة والتقر وشكيرة والمحيريبا وتورس وود البصير والولي والتكلة جبارة والمدينة وودبهاي وأم تريبات وقوز كبرو ، طيبة القرشي والتميد وشرفت وكتفية والهدى .