دخول العرب الى السودان

دخول العرب السودان --بروفسور الفاضل العبيد عمر

السودان قديماً :

يقع السودان في شرق أفريقيا ويتصل بالبحر الأحمر ويحتل شطراً كبيراً من وادي النيل يجعله يربط بين منطقة البحرالابيض المتوسط وأواسط أفريقيا. وكان قدماء المصريين يسمونه"أرض الأرواح "أو "أرض الله "عندما بهرتهم خيراته.

سكن النوبة السودان في العصور الحجرية (8000 - 3200 سنة قبل الميلاد). فقاموا بصناعة الفخار واستعمال المواقد والنار للطبخ. وقد ضمّ الفرعون المصري أحمس جزءاً من أرض النوبة إلى مصر وأطلق عليه كوش. وأصبحت اللغة المصرية القديمة هي اللغة الرسمية عند النوبة. ووصل تحتمس الثالث فيما بعد حتى الشلال الرابع داخل أرض النوبة. وقام فراعنة مصر بتعيين ولاة عنهم لحكم النوبة (الموسوعة الحرة – موقع ويكيبيديا)..

ثم ظهرت اللغة الكوشية عندما قامت مملكة كوش، وصارت لغة التفاهم بين الكوشيين قبل ظهور الكتابة المروية. وكانت مروي القديمة التي كانت تقع شرق منطقة شندي الحالية وشمال البجراوية الحالية عاصمة لمملكة كوش ما بين القرن السادس ق.م. والقرن الرابع الميلادي. وفي هذه المملكة ازدهرت تجارة الصمغ والعاج والبخور والذهب بين الجزيرة العربية وبين الحبشة. وكانت لها علاقات مع ليبيا وعلي صلة بالحضارة الهندية في العصور القديمة. وكان الإغريق يسمون كل البلاد الواقعة جنوب مصر بما فيها مملكة كوش "أثيوبيا". وادعى هوميروس الإغريقي أن الآلهة يجتمعون في مملكة كوش أثناء عيدهم السنوي. وفي العهد المروي كانت العلاقات وطيدة بين كوش والبطالمة بمصر خاصة في عهد بطليموس الثاني. كما كانت العلاقـة وثيقة بينها واليونانيين وقد ظهر تأثير الحضارة الإغريقية في الآثار بمروي. وبعد غزو الرومان لمصر حاولوا السيطرة على مملكة كوش ودارت الحرب بينهما عام 39 ق.م واضطر الرومان إلى إخلاء المنطقة والانسحاب إلي أسوان، وأقروا أن يدفعوا إتاوة سنوية لأهل كوش مقابل عدم محاربتهم للإمبراطورية الرومانية. وهذا يدل على مدى قوة مملكة كوش في ذلك الزمان. وقد أظهرت الحفريات آثارا سودانية منذ حوالي عام 3100 ق. م. إلي 2000 ق.م. ونجد أن السودان أول دخل الحضارة في أفريقيا بصناعة الفخار واستعماله. وكان هؤلاء السكان يعيشون في مجتمع متطور مقسم إلى حرف ومهن كما يظهر من آثارهم )الموسوعة الحرة – موقع ويكيبيديا).
ولا يُعرف شيء عن السودان علي وجه التحديد ما بين عامي 3800 ق.م. و3100 ق. م. ولكن توجد قبور في أماكن مختلفة ببلاد النوبة تمثل ثقافة لا تُعرف من قبل ويرجع تاريخها إلى عام 3100 ق.م، ويطلق عليها "حضارة المجموعة الأُولي "، ووُجدت في هذه القبور الأواني الفخارية والأدوات النحاسية.
وقامت حضارة أُخري تُعرف "بحضارة المجموعة الثانية"جاءت بعد حضارة المجموعة الأُولي. وفي الفترة مـا بين 2240 ق.م - 2150 ق.م ظهرت في بلاد النوبة حضارة تُعرف بحضارة المجموعة الثالثة")الموسوعة الحرة – موقع ويكيبيديا).
بعد نهاية دولة مروي قامت ثلاثة ممالك نوبية. فكانت مملكة النوباطيين في الشمال التي تمتد من الشلال الأول إلي الشلال الثالث وعاصمتها "فرس". ويليها جنوبـاً مملكة المغرة التي تصل حدودها الجنوبية إلى كبوشية والبجراوية جنوب مروي القديمة، وهذه المملكة عاصمتها "دنقلا العجوز . ثم مملكة علوة وعاصمتها سوبا شرق بالقرب من الخرطوم. ثم اتحدت مملكتا النوباطيين والمغرة فيما بين عامي 650- 710 م وصارتا مملكة واحدة.
وقد وصلت النوبة قوة مجدها في القرن العاشر الميلادي واعتنقت المسيحية . ولما سقطت مملكة دنقلا "عام 1323 م، انتهت الدولة المسيحية واعتنق السودانيون الإسلام. وتاريخ هذه الفترة نجده علي جدران معابدهم بالشمال وفي أهرامات جبل البركل ونوري التي بناها ملوك نبتـة ومروي، وفي الآثار علي ضفتي النيل ما بين وادي حلفا وسنار . كما نجدها في بوهين وفرس والكوة وكرمة ودنقلا والبجراوية . ونجدها أيضا في قرية الشهيناب علي الضفة الغربية من النيل وفي سوبـا بالقرب من الخرطوم، ودير الغزالة بالقرب من مدينة مروي الحديثة. وبجانب هذه الآثار توجد عدة كتابات لكُتاب رومان وإغريق )الموسوعة الحرة – موقع ويكيبيديا).
بدأ تاريخ السودان من حوالي خمسة آلاف سنة، ومصادر هذا التاريخ كانت النقوش النوبية في المعابد والهياكل العظمية في المقابر والصناعات الحديدية والنحاسية. وكان من أهم ملوك النوبة الملك بعانخي الذي حكم حوالي سنة 751 قبل الميلاد.